رغماً عن أحزانك..

ماذا لو وقفت الظروف عناداً في وجهك؟
ماذا لو أصبح كل أمر لا يحل إلا بصعوبة؟
ماذا لو تشكلت المشاكل وكونت حاجزا بينك وبين السعادة؟
ماذا لو أصبحت لا تُفهم ولا تفهم ما حولك؟
ماذا لو دارت الأيام بعكس ما تتمنى؟
ماذا لو لم تدرك أين مكمن الخطأ في حياتك؟
ماذا لو لم تجد إجابة لتساؤلاتك المحيرة؟
ماذا لو توالت عليك أحزانك ؟

وتعاقب عليك ليل الهم ونهار الألأم
ماذا لو رفضت تروس الحلول أن تدور؟

ماذا لو خيمَ الاكتئاب على صدرك؟
ماذا لو أصبح الوقت لا يطاق الانتظار؟

ماذا لو هرب النوم خوفا من طاغية الأرق والقلق بداخلك؟
ماذا لو طال انتظار إشراق فجر الراحة والاطمئنان؟
ماذا لو أصبحت الأحلام السعيدة مجرد أحلام يقظة؟
ماذا لو أختل توازنك وأنت تسير في اتجاه مستقبل تنتظره؟
ماذا لو أصبحت تخشى السقوط في هاوية اليأس؟

ماذا لو أصبحت تمثالا للبؤس؟

ماذا لو أصبحت تمل من مكانك الذي قد مل منك منذُ زمن؟
ماذا لو أصبحت السعادة مجرد حروف تكتب ولا ترى؟
ماذا لو أصبح الهم قد شوه ابتسامتك؟

كل ماذا ...

لا شك أنها عانقت عقلك طويلاً
وسامرت خيالك كثيراً
ولعل صدرك قد اخرج زفراته
وآهاته مع كل لحظة قد مرت
سؤال يختصر التساؤلات
أيمكن لهذا الحزن أن يبعد البؤس
أم يمكن للألم أن يورث راحة للنفس
أو للحطام أن يبني مستقبلا
أم لليأس أن يوقد أملا

ماذا لو ابتسمنا في وجه شحوب الزمن؟
ورفعت حاجبيك مسترخيا
وملأت صدرك بأنفاس جديدة
تجدد الحياة في عقلك
ففرص الحلول ستكون أكثر عندما تكون النفس مرتاحة
كمن يكون في فضاء فسيح
ينتقل ويتحرك أفضل من ان يكون مقيدا ومكبل

حتى وإن كانت الحلول لا تُطال
والأحزان لا تنتهي
فالوقوف شامخا متفائلا أمام دواعي الإحباط والتعاسة للبؤس
أفضل من الخضوع و الانحناء لها رضا وقناعة
فلن تمل الأحزان من ان تسكن قلبك وتجعل من صدرك مكان للإقامة الدائمة
إن لم تبعدها وترفضها وترفض وجودها بنقيضها
وتزرع ورود الأمل والتفاؤل في أعماقك
وتجعل من شذاها عطرا يفوح من أعماق
يسعد به ويتعطر به كل من يتمنى ان يراك سعيدا
ويستعين به من يتمنى أن يرى فيك شموخ الأمل والتفاؤل والابتسامة
رغماً عن أحزانك وآلامك