ألبرتو كاسترو زعيم عصابة سرقة المليون من البنك المركزي:
سرقنا عدة بنوك في أمريكا وأوروبا وأفريقيا وسقطنا في القاهرة
أنفقنا المليون في بيرو وعدنا لسرقة بنك القاهرة فضبطتنا المباحث
ألبرتو كاسترو زعيم عصابة المافيا.. تخصص مع زملائه في سرقة البنوك ونجحوا في سرقة عدة بنوك في أمريكا وأوروبا وبعض الدول العربية.. دخلوا مصر بغرض السياحة وخططوا جيدا حتي تمكنوا من سرقة مليون جنيه من البنك المركزي وعادوا إلي بيرو.
وبعد 4 شهور عادوا إلي مصر لتكرار الجريمة مع بنك القاهرة لكن يقظة أجهزة الأمن منعتهم وألقت القبض علي بعضهم..
'الأخبار' التقت به في حوار طويل تحدث فيه عن تفاصيل الجريمة ورحلة السقوط..
تحدث زعيم عصابة المافيا البرتو كاسترو وذلك بعد الاستعانة بمترجم يتحدث الاسبانية وشاءت الصدفة ان يكون المترجم هو عبدالناصر حسين رجب صاحب أغنية الأطفال الشهيرة 'بابا فين بابا هنا نقول له مين بيكلمه' حيث عاش 15 سنة في اسبانيا ويجيد التحدث باللغة الاسبانية وهي اللغة الرسمية لأهالي بيرو التي خضعت فترة كبيرة للاحتلال الاسباني.. وعن طريق المترجم كان لنا معه هذا الحوار.
البرتو نريد التعرف عليك أكثر؟
اسمي البرتو كاسترو من دولة بيرو متزوج ولي 6 أبناء و6 أحفاد.. عمري 53 سنة كنت أدرس العلوم البيولوجية في بيرو.
كم مرة زرت مصر من قبل؟
زرت مصر مرتين من قبل وكنت أدخل مصر بغرض السياحة وبتأشيرات سياحية.
ماذا عن الأحوال الاقتصادية في بيرو؟
بيرو خضعت للاحتلال الاسباني فترة طويلة وتم نهب خيراتها من الذهب والمعادن النفيسة.. وبيرو الآن وهي إحدي الدول اللاتينية شعبها فقير جدا حيث لا يزيد متوسط دخل الفرد هناك عن 150 دولارا شهريا.
ما عدد أفراد عصابتك؟
نحن 4 أشخاص من بيرو وزعيم العصابة يدعي كارلوس كارسيا ومعه خسيسوس مورا وخورجي ميدينا وأنا وزعيم العصابة هو أول شخص حضر إلي مصر للتخطيط لسرقة البنوك وبعده بأيام حضرنا نحن واتفقنا علي العمل الإجرامي والتخطيط للسرقة.
لماذا اخترتم البنك المركزي لسرقته؟
اخترنا البنك المركزي لأننا علمنا انه البنك الأم الذي يمول كل البنوك وبالتالي يتم نقل أموال كثيرة منه إلي جميع البنوك في مصر.. كما ان المنطقة مزدحمة. كما اخترنا ان يكون يوم تنفيذ الجريمة الأحد لأن هذا اليوم يكون الزحام كبيرا علي البنوك لأنه يأتي بعد يومي اجازة هما الجمعة والسبت وغالبية الناس تذهب للبنوك للحصول علي أموال.
ماذا كان دورك في العصابة؟
زعيم العصابة اختارني لمشاغلة موظف الأمن الذي يقوم بنقل الأموال لمدة ثوان معدودة يكون خلالها زميلي قد حمل الحقيبة من فوق التروللي الذي تحمل فوقه حقائب النقود من داخل الخزينة إلي العربة المتوقفة أمام البنك.. وقد رصدنا رحلة نقل النقود من البنك إلي السيارة لمدة اسبوع ودرسنا خلالها كل الاحتمالات.. وعلمنا ان البنك يتردد علي صالته الكثير من المواطنين وشركات نقل الأموال واختارني زعيم العصابة لهذه المهمة لأن ملامحي قريبة من ملامح المصريين.
حدثنا عن سيناريو تنفيذ الجريمة؟
الذي لا يعرفه أحد اننا حاولنا سرقة البنك مرة قبل ذلك وفشلنا بسبب يقظة أحد ضباط المباحث حيث وزعنا أنفسنا في أركان البنك في الداخل والخارج ولاحظ الضابط أن أحدنا يتحدث كثيرا في المحمول فطلب منه مغادرة المكان وابتعد قليلا لكن الضابط ظل يراقبه وشك فيه مما دعانا إلي تأجيل تنفيذ الجريمة في هذا اليوم.
يوم الأحد 2 ديسمبر كانت ساعة الصفر في الثانية عشرة ظهرا.. ولأننا أجانب كنا نعامل بكل احترام من الجميع وزعنا أنفسنا واتفقنا علي اشارات معينة أحدنا وقف في الصالة الداخلية حتي تم وضع حقائب النقود فوق التروللي وأثناء سير التروللي في الصالة استوقفت موظف نقل الأموال وابرزت له بطاقة الفيزا الخاصة بي وسألته قائلا أريد صرف نقود من الفيزا من أين أصرفها؟ نظر لي الموظف وهو لا يعرف الرد لأنني كنت أحدثه باللغة الاسبانية، وأشار إلي باصبعه إلي داخل البنك وفي هذه اللحظة كان زميلي قد حمل حقيبة الأموال من أعلي التروللي وخرج من البنك وتبعناه جميعا وانطلقنا إلي الشارع ومنه إلي ميدان التحرير والفندق وقسمنا المبلغ فيما بيننا وقمنا بتغيير العملة إلي اليورو والدولار وفي اليوم التالي غادرنا مصر متجهين إلي الإمارات ومنها إلي بيرو حيث قضينا هناك 4 شهور قبل العودة مرة أخري إلي مصر.
ماذا فعلت بهذه الأموال؟
قمت بسداد بعض الديون واشتريت أشياء خاصة وكذلك فعل زملائي.
هل أنتم متخصصون في سرقة البنوك؟
نعم لقد سرقنا عدة بنوك في اسبانيا وبيرو وأوروبا ودولتين عربيتين من قبل بنفس الطريقة ولم يتم اكتشافنا لكن أجهزة الأمن المصرية هي التي نجحت في الايقاع بنا واستطيع ان أؤكد أن جهاز الأمن المصري من أكفأ الأجهزة الأمنية في العالم.
ولماذا عدتم إلي مصر من جديد؟
عدنا من أجل سرقة بنك آخر ووقع اختيارنا علي بنك القاهرة فرع عدلي وقمنا بدراسة كل مداخله ومخارجه لمدة يومين وفي اليوم الثالث تم القبض عليٌّ.
كيف تم القبض عليك؟
كنت أنا وزميلي نعاين البنك وفوجئت بشخص يرتدي الملابس المدنية علمت بعد ذلك انه محمد بكري ضابط المباحث يحملق في وكأنه يشتبه انه يعرفني من قبل.. وحملق في طويلا وفي هذه اللحظة تأكدت ان أمرنا انكشف ونظرت إلي زميلي الذي كان يقف علي بعد أمتار مني وأعطيته اشارة الهرب واسرعنا بالفرار وانطلق الضابط خلفي وبعد مسافة 300 متر تمكن من القبض عليٌّ بعد أن اضطررت للتوقف في إشارة شارع طلعت حرب بينما تمكن زميلي من الهرب ونجحت الشرطة المصرية في القبض عليه بعد 4 أيام.
هل أصبحت تكره الضابط محمد بكري؟
بالعكس هو إنسان طيب القلب وأنا متفهم ان ذلك عمله وليس لدي أي شيء ضده؟
ماذا عن المعاملة التي لقيتها من الشرطة منذ القبض عليك؟
عاملوني معاملة جيدة للغاية لم أكن أتوقعهاونتيجة هذه المعاملة اعترفت بكل شيء.
هل انت نادم علي جريمتك في حق مصر؟
نعم أنا نادم لأني فعلت شيئا كان يجب ألا أفعله. لذلك فأنا أطلب من السلطات شيئا من الرحمة عندما أذهب أمام العدالة لأني وضعت أمام سلطات التحقيق كل ما استطيع حتي تظهر الحقائق وانتظر ان أقضي في السجن أقل وقت ممكن لأنني تجاوبت وكنت صادقا معهم إلي أقصي درجة.
هل زارك أحد من سفارة بلادك؟
للأسف هذا لم يحدث رغم ان السلطات المصرية في الشرطة والنيابة أخطروهم.
هل كنتم تتخيلون ان يتم القبض عليكم؟
بصراحة لا لأننا نخطط جيدا ونسرق بطريقة غير محسوسة ونستغل الزحام.
علمنا انك كنت علي علاقة بفتاة برازيلية خلال فترة وجودك في مصر؟
نعم هذا صحيح لكني لا أريد أن أتحدث في هذا الأمر حتي لا تحدث مشاكل لي مع زوجتي في بيرو وتعتبرني خائنا لها.
ضابط من ذهب
النقيب محمد بكري معاون مباحث عابدين.. هذا الاسم لا يمكن أن ينساه أفراد عصابة المافيا الذين جاءوا من أقصي الدنيا وبالتحديد من دولة بيرو بأمريكا اللاتينية ونجحوا في سرقة مليون جنيه من البنك المركزي أثناء نقلها إلي البنك الأهلي.
يقظة هذا الضابط كشفت العصابة الدولية ومنعتهم من اكمال مخططهم الاجرامي لسرقة بنك القاهرة بنفس الطريقة.. هذا الضابط الشاب استحق تكريم حبيب العادلي وزير الداخلية كما كرمه اللواء إسماعيل الشاعر مساعد أول الوزير لامن العاصمة واللواء عبدالجواد أحمد مدير المباحث والعميد طارق الجزار رئيس مباحث قطاع الغرب زعيم العصابة البرتو قال لم نكن نتخيل أن نسقط في قبضة الشرطة المصرية بعد ان نجحنا في سرقة عدة بنوك في أوروبا وأمريكا والدول العربية لكن نظرة واحدة من عين الضابط الشاب محمد بكري أيقنت منها أنها النهاية حيث رمقني أثناء قيامي وزميلي بفحص بنك القاهرة فرع عدلي.. أسرعنا بالفرار لكنه ضبطني بينما نجح زميلي في الهرب. البطل الثاني في جريمة الموسم كانت كاميرات المراقبة الخاصة بالبنك المركزي التي سجلت تحركات افراد العصابة لحظة بلحظة أثناء دخولهم وخروجهم من البنك 4 مرات قبل المرة التي نفذوا فيها جريمتهم وذلك لفحص المداخل والمخارج الخاصة بالبنك. الكاميرات قدمت لرجال المباحث صور المتهمين علي طبق من ذهب وعن طريقها اشتبه الضابط في أفراد العصابة أثناء التفافهم حول بنك القاهرة